انت هنا : الرئيسية » أخبار الأعضاء » قطاع النحل مهدد بالمبيدات وقطع النباتات العطرية

قطاع النحل مهدد بالمبيدات وقطع النباتات العطرية

ESY-006058768

يواجه مربو النحل في هذه الفترة من كل عام، مشكلات كثيرة تهدد القفران والمواسم، أبرزها وأكثرها خطورة استخدام مبيدات الأعشاب السامة، التي تقضي على الغطاء النباتي، الذي يمثل نظاماً بيئياً متكاملاً من الأعشاب والأزهار إلى الحشرات الضار منها والمفيد. وغالباً ما يلجأ المزارعون والبلديات إلى استخدام هذا النوع من المبيدات للتخلص من الأعشاب على جوانب الطرق وفي البساتين والحقول قبيل التحضير للموسم الزراعي الجديد، بدلاً من اجتثاث الضار والمتطفل منها بسواعد المزارعين دون استخدام مبيدات تُصدّر إلى الدول النامية، وممنوع استخدامها في بلد المنشأ، كونها تقضي على النظام الايكولوجي.

وثمة مشكلة لا تقل خطورة أيضاً، ففي هذه الفترة يعمد كثيرون إلى قطع النباتات العاسلة والعطرية كالصعتر والريحان والقصعين وغيرها للإفادة منها وتسويقها، من دون مراعاة لدورة تجددها، بحيث يتم اجتثاثها من الجذور، ما يحرم النحل الغذاء للتكاثر وتأمين وفرة في إنتاج العسل، فضلاً عن اختفاء هذه الأنواع عاما بعد عام، ما حدا بوزراة الزراعة إلى إصداد قرار «يقضي بمنع قطع النباتات العطرية والطبية والعاسلة إلا ضمن شروط محددة بموجب القرار الرقم 1/1996»، على ما أشار لـ«السفير» رئيس «الجمعية التعاونية لمربي النحل في المتن الأعلى» والخبير في مجال الحياة الطبيعية عبدالناصر المصري.

هاتان المشكلتان تؤرقان العاملين في قطاع النحل، تضاف إليهما مشكلات عدة، كانحباس المطر وانتشار الأمراض، إلا أن هاتين المشكلتين يمكن مواجهتهما بقليل من الاهتمام، وهنا ثمة دور للوزارات المعنية ليس لجهة استصدار قرارات فحسب، وهي موجودة أساسا، وإنما في تطبيق القوانين.

وأشار المصري إلى أن «مبيدات الأعشاب وقطع النباتات الرحيقية واحدة من أكبر المشكلات التي تهدد قطاع النحل ليس في الأعلى فحسب، بل في المناطق كلها»، لافتاً إلى أن ثمة «تحديات كثيرة أيضاً تواجه هذا القطاع». وأوضح «أننا كجمعيات بدأنا الخطوات التحضيرية لإطلاق الاتحاد الوطني للنحالين اللبنانيين ولقاءاتنا مستمرة دوريا من الجنوب إلى الشمال والجبل والبقاع، وكان لقاؤنا الماضي في بلدة الكفير ـ حاصبيا».

وقال المصري: «ناشدنا كتعاونية وجمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC، بلديات المنطقة والجوار عبر رسالة خطية مشتركة، للتعاون في منع استخدام مبيدات الأعشاب لضررها بالبيئة والنحل، وتشددنا في منع قطع أو اقتلاع النباتات العطرية والرحيقية إلا بإشراف وزارة الزراعة وبطرق سليمة، وقد أرفق الكتاب بنسخة عن قرار وزارة الزراعة المتعلق بهذا الشأن».

ونوه إلى أن «العديد من البلديات أبدت تجاوبا وبدأت فعلا بمعالجة الأعشاب بطرق تقليدية»، واعتبر أن «المشكلة تبقى حاضرة في عدم القدرة على مراقبة العابثين بالنباتات الرحيقية».

وأشار رئيس وحدة قرنايل في AFDC الدكتور أنور هلال إلى أنه «في كل عام تتعرض مناحلنا لخسائر كبيرة ناجمة عن قيام بعض البلديات والمزارعين باستخدام مبيدات الأعشاب، ما يسبب تسمماً للنحل السارح في الحقول مع انتشار بعض الأمراض الخطيرة الناجمة عن موت بعض الحضنة داخل القفران، كما تسبب تلوثاً في البيئة». وشدد على «استخدام الوسائل الميكانيكية لإزالة الأعشاب بواسطة آلات خاصة».

وأكد هلال «منع بعض الجماعات التي تقوم وبما يخالف تعميم وزارة الزراعة الرقم 1/2 تاريخ 28 شباط 1996 وملحقاته، بقطع واقتلاع العديد من النباتات الرحيقية والطبية، ما يلحق أكبر الضرر بثروتنا النباتية، ويحرم النحل من مصدر غذائه الطبيعي».

أما النحال توفيق حسن فأشار إلى أن «هناك أيضاً فوضى في استخدام المبيدات الزراعية على أنواعها وليس في تلك التي تحرق الغطاء النباتي فحسب»، وأكد أن «تراجع إنتاج العسل في لبنان يساهم في تفاقم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة أساساً، فيما يمكن أن يشكل العسل اللبناني بجودته رافداً اقتصادياً مهماً». ورأى أنّ «هناك مشكلات يمكن أن نتجاوزها كالحرائق التي تعتبر كارثية على قطاع النحل.»

 

المصدر: جريدة السفير-  انور عقل ضو- 11-04-2014

موقع التجمع اللبناني للبيئة متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي، 2013

الصعود لأعلى