نظّم التجمع اللبناني للبيئة (LEF) المعرض المتنقل التاسع له في بيروت، بالتعاون مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، وبرعاية كريمة من سعادة القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، وبالتنسيق مع بلدية بيروت.
أقيم هذا الحدث البيئي الرفيع المستوى يوم الأربعاء، 9 نيسان 2025، في مركز تدريب طيران الشرق الأوسط في بيروت. وقد سعى إلى الترويج لمشروعين طموحين في مجال التنوع البيولوجي ممولين من الاتحاد الأوروبي، كما شهد توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين أبرز المنظمات البيئية في لبنان.
الترويج لمشروعين في مجال التنوع البيولوجي بتمويل من الاتحاد الأوروبي
نظّم كل من التجمع اللبناني للبيئة (LEF) وجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) الندوة والمعرض المتنقل لتسليط الضوء على مبادرتين رئيسيتين ممولتين من الاتحاد الأوروبي:
“تنفيذ حملة وطنية قائمة على الأدلة يقودها فاعلو المجتمع المدني لإنشاء شبكة من المناطق البحرية المحمية في لبنان” – ينفذها التجمع اللبناني للبيئة (LEF) بالشراكة مع جامعة البلمند.
“BIOCONNECT: ضمان الإدارة الفعالة والحَوكَمة في المواقع ذات الأهمية البيئية وتوسيع نطاق حماية التنوع البيولوجي في جنوب لبنان” – تقودها جمعية أرز الشوف (ACS)، بالتعاون مع SPNL، وجمعية المجتمع والبيئة (ACE)، وجمعية تنمية القدرات الريفية (ADR).
محافظ بيروت يعلن التزامه بإنشاء محمية “حِمى” بحرية في الرملة البيضاء
في كلمة رئيسية تاريخية، جدّد المحافظ مروان عبود التزام محافظة بيروت بحماية الشريط الساحلي للمدينة من خلال إنشاء محمية بحرية بنظام “الحِمى” في شاطئ الرملة البيضاء – آخر شاطئ عام متبقٍ في بيروت.
وسيتم إدراج هذا التصنيف ضمن شبكة المناطق البحرية المحمية الوطنية، مما يسهم بشكل مباشر في التزامات لبنان البيئية الدولية، بما في ذلك هدف 30×30 في إطار اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD).
رئيس التجمع اللبناني للبيئة يدعو إلى الوحدة والعلم في حماية البيئة البحرية
خلال كلمته وعرضه التقديمي، شدّد المهندس مالك غندور، رئيس التجمع اللبناني للبيئة، على الحاجة الملحّة لحماية النظم البيئية البحرية في لبنان:
“نُظُمُنَا البيئية البحرية تتعرض لضغوط متزايدة وتواجه تدهوراً خطيراً. لقد أعلن لبنان عن ثلاث مناطق بحرية محمية، ومع ذلك، فإنها لا تغطي سوى 0.41٪ من مياهه – وهو ما لا يقترب حتى من الهدف العالمي البالغ 30٪ بحلول عام 2030.”
المدير العام لجمعية حماية الطبيعة في لبنان يبرز الحِمى كطريق للسلام والحماية
ألقى السيد أسعد سرحال، المدير العام لجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، كلمة ملهمة قدّم فيها عرضاً يعكس النهج الشامل والمتجذر في المجتمعات المحلية الذي تتبعه الجمعية في جهودها للحفاظ على البيئة:
“في SPNL، نؤمن بربط الناس بالطبيعة من خلال نهج الحِمى العريق. بدأنا بقريتين فقط تحت شعار ‘الحِمى من أجل السلام’، واليوم أصبح لدينا ثماني مجتمعات نابضة بالحياة تلتزم بالاستدامة والسلام والحفاظ على التقاليد.
أكثر من 4,500 طالب وطالبة استفادوا من برنامجنا ‘مدرسة بلا جدران’، وتجاوز عدد زوار دروب الحِمى لدينا 6,500 زائر – مما يجعل من التعليم البيئي تجربة حية وملموسة.
نحن نمكّن الحرفيين من خلال سوق الحِمى، وندعم المزارعين عبر مزارع الحِمى. كما أن وحدتنا لمكافحة الصيد الجائر تعمل ميدانياً لحماية الحياة البرية في لبنان بشكل يومي.
كل هذه الجهود تصب في رؤية وطنية مشتركة: حماية 30% من أراضينا ومياهنا بحلول عام 2030. ويُعتبر منتزه وادي نهر بيروت الأعلى الطبيعي خطوة رئيسية في هذا الاتجاه. وبالتعاون مع شركائنا، نحن نحول الرؤية إلى واقع – من خلال توحيد جهود الحماية مع سبل العيش والسلام.”
توقيع مذكرة تفاهم: عهد جديد من التعاون البيئي
تُوّج الحدث بتوقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين التجمع اللبناني للبيئة وجمعية حماية الطبيعة في لبنان، مُمثلَين بالمهندس مالك غندور والسيد أسعد سرحال.
تحدد مذكرة التفاهم شراكة مدتها ست سنوات تهدف إلى:
-
توسيع وربط المناطق المحمية وممرات التنوع البيولوجي؛
-
زيادة عدد مواقع الحِمى ومناطق الطيور والتنوع البيولوجي المهمة (IBBA) لتغطي 8٪ من أراضي ومياه لبنان بحلول عام 2030؛
-
مكافحة الصيد الجائر، والصيد غير المشروع، والممارسات غير المستدامة في الصيد البحري؛
-
تمكين المجتمعات المحلية من خلال التعليم، والسياحة البيئية، والزراعة المستدامة؛
-
مواءمة أعمال الحفظ مع الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي في لبنان والالتزامات الدولية.
سيتم إنشاء لجنة تنفيذ مشتركة لمتابعة التقدم، وحشد الموارد، وإشراك الجهات الوطنية المعنية من وزارات، وبلديات، وأجهزة أمنية.
تحديثات وعروض تقديمية
ريبيكا بيساري تقدّم تطورات شبكة المناطق البحرية المحمية
قدّمت المهندسة البيئية ريبيكا بيساري تحديثًا عن شبكة المناطق البحرية المحمية في لبنان، أبرزت خلاله الإنجازات الحالية، والتحديات، والخطوات القادمة. وشددت على أهمية:
-
تعزيز الأطر المؤسسية لحماية البيئة البحرية؛
-
زيادة عدد وإدارة فعالة للمناطق البحرية المحمية؛
-
تشجيع التعاون بين الحكومة، والجامعات، والمجتمع المدني، والمجتمعات الساحلية؛
-
تسليط الضوء على شاطئ الرملة البيضاء كموقع رئيسي للحماية نظراً لأهميته البيئية والاجتماعية.
تقديم مبادرة SWIM: ماراثون المدن المستدامة للنفايات
أضافت ليزا صوفيان بُعداً مبتكرًا ونشطًا للفعالية، حيث قدّمت مبادرة جديدة لمنظمة غير حكومية بعنوان: SWIM – ماراثون المدن المستدامة للنفايات.
هذه الحملة البيئية الديناميكية تستخدم الرياضة والمشاركة العامة لرفع الوعي حول إدارة النفايات والعيش المستدام في مدن لبنان.
تهدف SWIM إلى أن تكون ماراثونًا بيئيًا على مستوى وطني يربط البلديات والمواطنين والشباب، لتعزيز التغيير السلوكي، تقليل النفايات الحضرية، وتعزيز أنماط الحياة الصديقة للمناخ.
كلارا خوري تعرض عمل منتدى الساحل
قدّمت كلارا خوري، ممثلة منتدى الساحل، عرضًا حول الجهود المستمرة لحماية الشريط الساحلي اللبناني وتعزيز الحَوكمة الساحلية المستدامة. عرضت مبادرات تشمل:
-
مشاركة المجتمعات المحلية على طول الساحل؛
-
مشاريع تعاونية مع البلديات للحد من التآكل والتلوث الساحلي؛
-
الدفاع عن حق الوصول العام إلى الشواطئ الطبيعية؛
-
دور المنتدى في صياغة السياسات البحرية والساحلية من خلال الحوار بين المجتمع المدني والعلماء وصناع القرار.
وأكدت خوري على رسالة المنتدى كمنصة للحفاظ الشامل على الساحل بالتعاون مع التجمع اللبناني للبيئة، SPNL، والسلطات المحلية.
لينا سركيس تقدّم مستجدات مشروع BIOCONNECT
نيابة عن جمعية أرز الشوف، قدّمت لينا سركيس عرضاً حول إنجازات مشروع BIOCONNECT في:
-
تعزيز الاتصال البيئي؛
-
تقوية الحَوكمة المحلية للمواقع المحمية؛
-
دمج الحماية مع تنمية المجتمعات في جنوب لبنان.
تناولت جهود تعزيز إدارة المواقع ذات الأهمية البيئية (SEIs) من خلال بناء القدرات والتخطيط التشاركي، ومبادرات إشراك الفاعلين المحليين بما فيهم النساء، والشباب، والمزارعين في جهود الحماية.
كما سلطت الضوء على دور BIOCONNECT في تحقيق أهداف التنوع البيولوجي الوطنية والتزامات لبنان ضمن هدف الحماية 30×30.
باسمة خطيب تعرض انتقال SPNL من IBBAs إلى الحِمى والمتنزهات الطبيعية
قدّمت باسمة خطيب، ممثلة SPNL، عرضًا مميزًا عن تطور الجمعية من تحديد مناطق الطيور والتنوع البيولوجي المهمة (IBBAs) إلى تأسيس شبكة من مواقع الحفظ المجتمعية المعروفة بالحِمى.
أكدت على أهمية دمج البحث العلمي مع المعرفة التقليدية، وعرضت كيف أحيت SPNL نهج الحِمى القديم لإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، وتمكين المجتمعات المحلية، وربط حماية التنوع البيولوجي بالتراث الثقافي.
وشمل العرض جهود ربط مواقع الحِمى بشبكات السياحة البيئية وبناء السلام، والمساهمة في نظام المتنزهات الطبيعية في لبنان وتوسيع المناطق المحمية بما يتماشى مع الأهداف البيئية العالمية.